الصين تكشف عن "الوهم" وراء العلامات التجارية الفاخرة
عندما ترى عبارة "صنع في الصين" على منتج ما، قد يتبادر إلى ذهنك أن هذا المنتج أقل جودة مقارنة بمنتجات تحمل عبارات مثل "صنع في إيطاليا" أو "صنع في فرنسا". لكن الموردين في الصين يسعون لتغيير هذه الفكرة. عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق "تيك توك"، أطلقوا حملة تهدف إلى الكشف عن الفجوات الكبيرة بين أسعار المنتجات الفاخرة في الأسواق العالمية وتكاليف تصنيعها الحقيقية داخل المصانع الصينية.
الحملة على "تيك توك"
تضمنت هذه الحملة مقاطع فيديو تبرز أن معظم المنتجات الفاخرة، من الحقائب والأحذية إلى الإكسسوارات، تُصنع بالكامل في الصين. وعندما تُعاد تصديرها إلى الأسواق الغربية مع إضافة شعار العلامة التجارية، تُطرح بأسعار باهظة. على سبيل المثال، أشار أحد الموردين إلى أن حقيبة "بيركن"، التي يبلغ سعرها حوالي 34,000 دولار في الأسواق، يمكن شراؤها مباشرة من المصنع مقابل 1,400 دولار فقط، مع توفير الشحن المجاني وتغطية رسوم الاستيراد.
تحديات العلامات التجارية الفاخرة
توضح المعلومات من الموقع الرسمي لعلامة "هيرميز" أن منتجاتها تُصنع في 52 موقعًا داخل فرنسا، بالإضافة إلى مصنعين في سويسرا وإيطاليا والبرتغال والولايات المتحدة. وأكدت أن تصنيع حقيبة "بيركن" يستغرق ما بين 15 إلى 40 ساعة من العمل المتقن، ويتطلب تدريبًا يصل إلى خمس سنوات.
لم تقتصر الحملة على الحقائب فقط، بل امتدت لتشمل علامات تجارية شهيرة مثل "لولو ليمون". زعم بعض صناع المحتوى أن منتجات "لولو ليمون" تُصنع في المصانع الصينية بتكلفة لا تتجاوز 6 دولارات، بينما تُباع في السوق الأمريكية بسعر يصل إلى 100 دولار. لكن متحدثًا باسم الشركة نفى هذه الادعاءات، مؤكدًا أن حوالي 3% فقط من منتجاتها تُصنع في الصين.
ردود فعل المستهلكين
جذبت هذه الفيديوهات انتباه المستهلكين، مما أدى إلى انقسام بين من صدق هذه الادعاءات ومن لم يصدق. نور، إحدى المتفاعلات، أكدت أن المعلومات حول المواد الأولية تشير إلى أن الجودة لا تبرر الأسعار العالية التي تطلبها العلامات التجارية العالمية.
وفي الوقت نفسه، أشار أمين إلى أن هذه الحملة قد تضر بالشركات الصينية نفسها، حيث يمكن أن تفقد عقود التصنيع بسبب انتهاك العقود وإفشاء المعلومات. كما أبدى يوسف قلقه من أن هذه الفيديوهات قد تؤدي إلى فقدان الثقة بين الماركات والمستهلكين.
التأثيرات الاقتصادية
في سياق الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تزامن انتشار هذه الفيديوهات مع اقتراب موعد انتهاء الإعفاءات الجمركية على الطرود الصغيرة، مما شجع الصين على دفع المستهلكين الأمريكيين للشراء مباشرة من مورديها لتفادي الزيادات المرتقبة في الرسوم الجمركية.
تشير التقارير إلى أن العديد من مقاطع الفيديو تتضمن إرشادات للمستهلكين الأمريكيين حول كيفية الشراء المباشر من الموردين الصينيين، مع تسليط الضوء على تطبيق "دي اتش جيت" الذي شهد زيادة ملحوظة في معدلات التحميل من قبل المستخدمين الأمريكيين.
تحذيرات من وسائل الإعلام
تحذر وسائل الإعلام الأمريكية من الاعتماد على مثل هذه التطبيقات، مشيرة إلى أنها قد تعرض المستهلكين لخطر الاحتيال أو استلام منتجات غير مطابقة للمواصفات.
باختصار، هذه الحملة تمثل تحولًا مثيرًا في الطريقة التي يتفاعل بها المستهلكون مع العلامات التجارية الفاخرة، مما يعكس تأثيرات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ويطرح تساؤلات حول مستقبل التجارة العالمية.
Made with rauya24 using شبكات | الصين تفضح العلامات التجارية الفاخرة